اختي الغاليه يمر بنا كل يوم مواقف او محن أو ابتلاءات وكأنها نذير من الله وكأنها جرس إنذار ليفيق ابن أدم من غفلته ويقوم من رقوده يعرف حقيقة خلقه وأنه ماخلق إلا لعبادته سبحانه " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" ويعرف حقيقة نفسه " إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي " ويعرف حقيقة تقصيره في حق ربه
مربي إنذار يا اخيتي إنذار عرفت فيه حقارة النفس وضعفها ، عرفت فيه قدرة الله وإعجازه وإمهاله لعباده على الرغم من تقصيرهم ومعاصيهم ، عرفت فيه جرمي في حقه تعالى وكم أنا عبده مقصره ، هذا موقف حدث لي شخصيا لن أتي به من أحد المصادر أو أسمعه من شخص بل عشته بنفسي كان بمثابة ضربة قوية أيقظتني من سبات عميق..هذا الموقف رأيت الموت ياأخيتي وأحسست بإدبار الدنيا وإقبال الآخره ،لذا فعندما زالت الغمة وشفاني الله أحسست أني عدت من الموت فأسمعي رعاك الله لعل الله أن ينفع بها كل من يقرأها ويحكيها كما نفعني بها "إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب
في ذات يوم استيقظت في نفس ميعادي وبعد أداء الصلاة والأذكار أنهيت أعمال المنزل وأستقبلت أختان لي في الله تطرق الكلام بيننا عن الموت وذكر نماذج كثيرة لشباب وفتيات ماتوا فجأة كلهم في نفس عمري تقريبا
منهم من مات حسن الخاتمه ومنهم من أخذ بغتة وبعد انصرافهم تناولت الغداء وكعادتي أحب ان اسمع شريط خطبة او موعظة أثناء الطعام وكذلك أثناء أنشغالي بالمطبخ ويومها سمعت شريط لأحد المشايخ عن الموت وكان فيه تذكرة للأخت المسلمة ثم أخر عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فسبحان الله "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام"
خلال ذلك اخذت طفلتي الرضيعة في حضني كم هي جميلة ، كم هي نعمة من اللهحرم منها آخرين ووقتها سألت نفسي هل أديت شكر هده النعمة ؟ وكانت اجابتي ليس بعد دخلت لأستحم قبل عودة زوجي إلى المنزل وهنا بدأ الأمر دخلت 8.30 مساءً وعاد زوجي 11 مساءً وستعلمي لماذا ذكرت التوقيت؟
لدي بالحمام سخان يعمل بالغاز ولان ضغط المياه كان ضعيف فكانت شعلته تشتعل أحيانا وتنطفىء أحيانا وبين هذا وذاك أغلق الصنبور وافتحه ولا أدري أنه يتسرب الغاز منه
فمتلىء الحمام بغاز 25أول اكسد الكربون وشعرت بالدوار فقررت الإنتهاء وتناولت ثيابي فإذا بأعصابي تنهار ولا استطيع فتح الباب أغشى علي حتى عاد زوجي بحث عني ولم يجدني ووجد الباب مغلق ففتح الحمام ووجدني ملقاة على الأرض عيناي تنظر لأعلى وأسناني مطبقة حملني لغرفة النوم محاولا إيفاقي ولم أفيق انتبه عقلي واصبحت أراه بصوره غير واضحه واسمع صوته ولا استطيع الاجابة ، اسمع صراخ طفلتي وقلبي يحترق لصراخها ولا استطيع فعل أي شيء لا أستطيه تحريك ولا تحريك لساني تذكرت وقتها حالة الموت وهم يفعل فيهم مايفعل من تجريد الثياب والأغتسال واللف والكفن ولا يستطيعون فعل شيء وأيقنت اني واحدة منهم الان قبل ذلك بيوم واحد كتبت ذنوبي ومعاصي وعلمت كم أنا مقصرة ووقتها تذكرت كل شيء ماهي إلا لحظات والله لحظات ولكنها مرت سنون لم تظل حالة الأغماء إلا 1.30 ساعة حتى ذهبنا لأقرب مستشفى واخذت حقنه منشطه للجهاز التنفسي وغلبني القيء واستطعت الكلام وشعرت بأنني على قيد الحياة لم يأخذ هذا الامر الا نصف ساعة لكنها 30 دقيقةتذكرت فيها المعاصي والذنوب وتذكرت النعم الجمه التي أنعم الله علي بها ولم أتم شكرها وتذكرت الاحاديث وها أنا أحمل من هنا إلى هنا ولا أعتراض أو كلام أيقنت اني في طريقي إلى الاخره ولكن بهذا التقصير ؟
لا بهذه الذنوب لا.. لاربي لا لم أستعد .. لا لم أكمل زادي لاحسناتي قليلة وقلتها بقلبي بل من كل قلبي
(رب أرجعون ..رب أرجعون .. رب أرجعون أعمل صالحاً فيما تركت)
أيقنت أنني إذامت سيكون وصولي للجنه صعبا جدا فما الحل هل من فرار هل من رجعة ويأست من تحريك أي عضو وشعرت بالهلاك قررت أذكر الله بلساني وأخذت أردد لا
حول ولا قوة إلا بالله .. لعلي اموت على طاعة
وبعد أفاقتي ذهبت إلى وحده السموت لإجراء فحص دم يحدد على أساسه نوعية العلاج وهنا كانت المفاجئة النسبة 0.4 بالمقارنه بالمده المغمى علي فيها بالحمام ساعتان لان نقص الأكسجين وتنفس غير منتظم يعطي أحتمال كبير في موت أو أصابة خلايا المخ وتؤثر على حركة الأعضاءولكني بعون الله كنت احرك أعضائي شكراً لله كل هذا اللطف يا الله وأنا كلي ذنوب ورغم تقصيري
كم أنا أمة مذنبه كم ربي لطيف ..كم أنا أمة حقيرة وكم ربي عظيم .. كم أنا أمة مقصرة وكم ربي عفو .. يا أخواتي إنه إمهال تقبل الله دعائي
(رب أرجعون لعلي أعمل صالحا)
وكأنه يقول لي سبحانه هذه الرجعة وعليك العمل الصالح
أغفرو لي إيطالتي لكني وددت نقلها للأستفاده وجزاكم الله عني خيراً